[center]الجســــر المعـلق
خذنـــي إلـى هـــرم الفــرات وخـــذ
مـــــن مقلتــــيّ العيـــــن والحدقـــا
خـذنــــي إلــــــيه فــإننــــي ولـــــع
فــي عشق من فــي عشقــه صدقـا
خذنــي إلـى الديـــر العتيـــق إلــــى
جســــر تعلـــــق بالهـــوى شفقــــا
مـــــرس يشيــــر إليــــــك نازلـــــه
أن الفـــــــؤاد بمائــــــــه علقـــــــا
وصواعـــــد أعنـــاقــــها لـويـــــت
فــوق القناطـــر بعضهـــــا رتقــــــا
والســـــاهـرون الليـــــل ودعــهـم
قمـــــر ترجـــــل بعدمـــــا ألقــــــــا
وقـــــوارب غــاصـــــت هياكلهــــا
ثلـــث عـــلا ثلثيــــن مــا غرقـــــــا
والعــاشقــــان الـغــوص فــي لجج
يتنازعـــان مــن الهـــــوى رمقـــــا
يتـــزاحـــــم الـضـــــدان أيّهمــــــا
لعنـــاق وجـــه المــاء قــد سبقـــــا
أبلــــى الــزمــــان عليـــه أنعلـــــه
مـا نــــاء هيكلـــــــه ولا انزلقـــــــا
بيـن الجزيــــرة والشـــآم غـــــــدا
وصـــلا فلـــولا عقـــــده افترقــــــا
للشـــــرق مـــدّ ذراعـــــه والــــى
بـــردى أقــــام عظامـــــــه طرقــــا
مــا زال يبـهــــج نفـــس ناظــــره
عبـــــق الضفــــاف فــــزاده عبقـــا
ياللـخيــــــــال و يالمبـدعــــــــــــه
مــن ريشــة مـا مســــت الورقــــــا
نزلــــت علــــى الشطـــآن حلّتــــه
فالحســـن منهـــا كــــــاد أو نطقــــا
تتبختـــر الامـــــــواج وادعــــــــة
لـولا الريـــاح قطيعهــــا انطلقـــــــا
رقّ النميــــر وشــفّ عـن سمــــك
قـــــد أرزق الصيــــــاد وارتزقــــــا
ذاك المعلــــــق للفــــــرات غـــــدا
حــــرزا لمـــن فـي زوره شرقـــــــا
عشــق الشواطــئ نخلــه وعلــــى
كــل الضفاف الخضر قــــد بسقـــــا
فالــــــزاد ترحــــــاب وباميــــــــة
ومناســـف زادوا بهـــــا المرقـــــــا
بلـغ الطبـــاع بـــه فلـــو نطقـــــت
شفتـــاه (بالاشكون) قـــــد نطقــــــا